*** سفر يشوع بن سيراخ ... ونبذه عن السفر .. واصحاحاته ***
يشوع
كلمة عبرية بمعنى "يهوة خلاص" أو "خلاص الله"
ورغم أن هذه الكلمة أطلقت إسماً على أشخاص عديدين في الكتاب المقدس، فقد وردت مرة واحدة إسماً لبلدة من مدن يهوذا
ذكرت في سفر نحميا وقد سكن فيها البعض من بني يهوذا بعد عودتهم من السبي.
وقد ذكرت منها مدينة كبيرة "بئر سبع" فما يرجح أنها كانت مدينة قريبة منها.
ويبدو أنها كانت مدينة كبيرة أنه بدليل أنه قريبنها كلمة "وقراها" أي القرى التابعة لها (نح26:11).
أما الرجال المذكورين في الكتاب المقدس باسم "يشوع" فهم كثيرون.
ولكهم مذكورين في العهد القديم وعددهم وأشهرهم هو "يشوع بن نون" الذي خلف موسى في قيادة شعب الله والذي كان قد تجسس أرض كنعان قبل دخولها.
وقد عبر الأردن مع باقي الشعب وامتلكوا أرض كنعان بعد أن قسَّمها لهم يشوع بحسب أسباطهم وخاض معهم معارك صعبة (راجع سفر يشوع).
وغير "يشوع بن نون" كان هناك "يشوع" رئيس أورشليم في أيام "يوشيا" الملك الصالح الذي سُمي أحد أبواب المدينة باسمه (2مل8:23)،
وكان أيضاً يشوع الكاهن رئيس الفرقة التاسعة من فرق بني هرون الأربعة والعشرين لخدمة الهيكل والدخول إلى بيت الرب (1أخ11:24؛ عز36:2؛ نح39:7).
وأيضاً يشوع اللاوي الذي كان تحت يد "فوري بن يمنة" اللاوي البواب نحو الشرق في أيام حزقيا الملك (2أخ15:31).
وكان هناك أيضاً يشوع (أو يهوشع) الكاهن العظيم بن يهو صاداق الذي سُبِيَ إلى بابل ثم عاد من السبي مع زربابل، وقد تزوَّج بعض من أولاده نساء غريبات (1أخ15:6؛ عز2:2؛ 3:4؛ 18:10؛ حج1:1، 14،12؛ 2:2و4؛ زك1:3و8و9).
وهناك أيضاً يشوع رئيس العشيرة الذي من بني فحث والذي عادت عشيرته من السبي مع زربابل (عز6:2؛ نح11:7).
وهناك يشوع آخر وكان رئيس عائلة لاويّة عاد من السبى إلى أورشليم مع زربابل (عز4:2؛ نح43:7).
وأيضاً لاوي بإسم يشوع كان أباً لواحد صعد لأورشليم مع عزرا (عز33:
وأيضاً يشوع أبو عازر رئيس المصفاة الذي ساهَم في ترميم سور أورشليم عند الزاوية (نح19:3).
وهناك أخيراً رجل باسم يشوع من اللاويين الذين شرحوا الشريعة للشعب أيام عزرا (نح7:8؛ 4:9و5؛ 8:12و24).
وفي العهد الجديد عرف الرسل رجل ساحر بني كذاب اسمه "باريشوع" بمعنى "ابن يشوع" ويُعرَف أيضاً بإسم "عليمن الساحر" قاوَم بولس وبرنابا أمام الوالي سرجيوس في بافلوس بجزيرة قبرص فأصيب بالعمى إلى حين.
أما يشوع بن سيراخ
فهو أحد حكماء اليهود ممن درسوا التوراة واختبروا الحكمه فكتب فيها. وقد قيل عنه أنه يشوع ابن سيراخ بن سمعون (=كتاب مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة ص236). وقد كان كاتباً مشهوراً مات أثناء السبي في بابل ودُفِنَ هناك.
وقد كان أصلاً من مدينة أورشليم.
وسُميَ "يشوع بن سيراخ الأورشليمي" كما نفهم من مقدمة المترجم، وكذا ممّا جاء في السفر نفسه حيث قال
"رَسَمَ تأديب العقل والعلم في الكتاب يشوع بن سيراخ الاورشليمى الذي أفاض الحكمة من قلبه" (سي29:50).
وقد ورد في مقدمة السفر
أن كاتبه بن سيراخ "لزم تلاوة الشريعة والأنبياء وسائر أسفار آبائنا ورسخ فيها كما ينبغى" وبناء على ذلك فقد "أقبل هو أيضاً على تدوين شئ مما يتعلق بالأدب والحكمة ليقتبس منه الراغبون في التعلُّم ويزداوا من حُسن السيرة الموافِقة للشريعة".
ومن المقدمة،
نفهم أيضاً أن السِفر أول ما كتب كان باللغة العبرانية.
والأرجح عند العلماء أن كتابة السفر بالعبرية تمت في زمن "بطليموس أورجتيس الأول" في المدة من 246-221ق.م.
وهناك من يقول أن السفر كُتِب أيضاً في فلسطين خلال الفترة من 190-170ق.م.
أما ترجمة السفر إلى اليونانية
فقد قام بها حفيد الكاتِب في مصر "في مدينة الإسكندرية= بحسب رأي بعض العلماء". في السنة الثامنة والثلاثين لحكم ملك مصري آخر باسم "أورجتيس" وذلك لفائدة اليهود المتغربين في مصر ممن لا يعرفون العبرية (=راجع مقدمة السفر).
وقد وُجِدَت نسخة
من سفر يشوع بن سيراخ في الأصل العبراني في مصر القديمة سنة 1896م.
وهي ترجع في كتابتها إلى القرن الحادي عشر أو الثاني عشر الميلادي (=قاموس الكتاب المقدس – طبعة مكتبة المشعل ببيروت 1964 – القس داود حداد من القدس – ص1071).
ويتكون السفر من 51 أصحاحاً.
قد كُتِبَ السفر
على نهج وأسلوب سليمان الحكيم في أمثاله، غير أنه يضيف الكثير من المديح لأنبياء ملوك وكهنة وقادة بني إسرائيل وآبائهم الكبار تمجيداً لأعمالهم وفضائلهم العظيمة.